بوش، بتريوس، والحرب المستمرة

ترجمة: د.عبد الوهاب حميد رشيد

موقع النهى*

المسألة ليست فيما إذا كان لـ بتريوس الترشح لتولي الرئاسة، بل المشكلة هي، أنه يتولاها الآن في هذه الحرب ألا نهائية.. معبود مسرحيتنا اليوم، أياً كانت منقبته ورذيلته، هو الآن قائدنا الأعلى في حرب لا نهاية لها في الأفق، ورغم الكونغرس المنتخب حديثاً، فقد بقيت (هذه الحرب) مستمرة.

لدينا الآن رئيس وهو يرتدي بذلة جندي، وجنرال يأخذ على عاتقه الآن دور الرئيس، ومجلس شيوخ (الكونغرس) يؤدي، في مسلكه، دور ممثل ثانوي أثناء وقوع أحداث عظيمة في فيلم zelig.

تتضمن السطور التالية قلة من الحقائق التي قيلت في أيام سماع الشهادات من قبل الكونغرس، كنتُ (صاحب المقالة) قادراً على مراقبتها، قبل أن أُضيف إليها الكثير:

1- إن استراتيجية بوش (و) بتريوس بسيطة: ضع اللعبة خارجاً بحيث تسقط على منضدة الرئيس القادم، لإجباره أما أن يستمر في الحرب بشكل لا نهائي، أو أن يقبل تحمل اللوم بسبب أخطائه وفشله.

2- علينا أما أن نستمر في رشوة ألـ 60 ألف عراقي ممن قتلوا سابقاً الأمريكان في العراق، والآن يأخذون نقودنا على المدى البعيد لقاء خدمتهم لنا، أو إذا توقفت نقودنا إليهم سيعودون إلى قتل الأمريكان أو العراقيين الآخرين، وذلك في حرب لا نهاية لها.. نحن ندفع رشوة ضخمة إلى ما لا نهاية.

3- الرابح الكبير، وعلى نحو لم يكن ولا يمكن تجنبه، منذ بداية ارتكابنا هذه الخطيئة (الحرب) المستمرة، هو إيران. كان هذا أمراً محتوماً قبل أن يبدأ ليبرمان والمحافظين الجدد تمهيد الطريق لهذه الحرب منذ التسعينات. لم يكن بالإمكان تجنب هذا الأمر عندما بدأت. ولا يمكن تجنبه اليوم. سيكون أمراً أبدياً محتوماً، لأن إيران تشارك طائفة (الأغلبية) مذهبها، وهي أيضاً جارة للعراق.. أما نحن فلسنا كذلك.

4- إن الحصيلة الرشيدة الوحيدة التي يمكن تحقيقها هي المبادرة الدبلوماسية على مستوى الإقليم، ولتتضمن إيران، مع مبادرة سياسية تتسم بالثقة ووضع الضغط على العراقيين (الرسميين)، ومع ذلك لن يفعل بوش ذلك، كما أن الجنرال بتريوس يفتقد إلى الموقف الأخلاقي لـ الادميرال فالون، ليستطيع اتخاذ القرار المعبر عن استقلاله وقناعته.

5- "رجُلنا في العراق"، الضعيف البائس المالكي، هو صديق مخلص لإيران، وليس صديقاً بنفس المستوى لنا. يهمل نصائحنا، يُهاجم في البصرة، يُسافر بنفسه إلى أرض المعركة متشبهاً بـ نابليون. ويترك أرض المعركة هارباً واضعاً ذيله بين ساقيه بعد أن هرب ألف من قواته، المدربين من قبل إدارة بتريوس، إلى التلال.

المسألة ليست إذا كان على بتريوس أن يرشح نفسه لتولى الرئاسة، المشكلة هي أن بتريوس يتولى الرئاسة أصلاً في هذه الحرب ألا نهائية.. والحقيقة المحزنة الأخرى هي الكونغرس..