mohammedalmorsi
mohammedalmorsi
mohammedalmorsi
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هذا المنتدى ساحة وفضاء واسع لتبادل الأفكار الابداعية التى تقيم مجتمعا فاضلا تجمع بين الماضى الجميل والحاضر الذى نححاول صناعته بدماء الشرفاء المخلصين فى بلداننا العربية والاسلامية وآملنا أن يحيا الانسان عيشة مطمئنة راضية فيها نفسه بالخير ولا ننسى شهداء راب
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المفكر والباحث الإسلامي الدكتور حسن الدقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 11/02/2013
العمر : 51

المفكر والباحث الإسلامي الدكتور حسن الدقي Empty
مُساهمةموضوع: المفكر والباحث الإسلامي الدكتور حسن الدقي   المفكر والباحث الإسلامي الدكتور حسن الدقي Icon_minitime1الجمعة أغسطس 08, 2014 1:22 pm

دراسة .. قيادة الصراع في مصر ومرتكزات الرؤية الاستراتيجية

المفردات:

أولا: المقدمة
ثانيا: حصاد المرحلة الأولى من الثورة العربية
ثالثا: تحليل خارطة الصراع واللاعبين الرئيسيين
رابعا: الاستراتيجية الأمريكية في إدارة الصراع
خامسا: مرتكزات الرؤية الاستراتيجية لقيادة الصراع في مصر


أولا: المقدمة:

إن الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن ووالاه، وبعد:

فإن من أوضح آثار الانقلاب العسكري في مصر أنه أدخل #الثورة_العربية في مرحلة جديدة ونقلها إلى دائرة من الصراع والمغالبة بين إرادة الأمة بالانعتاق من جلاديها وبين قيادة الدولة العميقة التي ترسخت لعقود طويلة فهي لا تريد أن تسلم القيادة للقادمين الجدد ولا أن تتخلى عن مصالحها وما كانت تستجلبه من عوائد مجزية في الوضع القديم.

كما تدل هذه المرحلة على أن أمر الصراع لم يعد شأنا نخبويا بل تعداه إلى حراك شعبي شامل تصعب إدارته بالأدوات المعهودة التي قامت عليها مرتكزات النظام العربي خلال العقود الستة الماضية.

ومما يزيد الأمر تعقيدا كون الثورة المصرية لم تعد شأنا قطريا بل ولا إقليميا فقط بل أصبحت شأنا عالميا تتقاطع حوله المشاريع الدولية المتصارعة، وهي كذلك رمز للمسار الثوري في العالم العربي والإسلامي كله.

كل ذلك يقتضي ضرورة العمل على وضع رؤية استراتيجية تحدد مسارات الصراع ومآلاته وترسم مراحله وتهيء آلياته بما يكافئ استراتيجات الأعداء بل ويتفوق عليهم.

وفي هذه الورقة مقدمات أولى وتصور مختصر لمرتكزات الرؤية الاستراتيجية والتي في حال التزم بها المعنيون من قيادات الثورة المصرية أن تؤدي إلى قيادة الصراع في مصر بدلا عن مجرد المشاركة في إدارته.

ثانيا: حصاد المرحلة الأولى من الثورة العربية

(ملاحظة : هذه المفردة جزء من بحث سابق اقتضى السياق استثماره في هذا المبحث)

يمكن تصنيف حصاد المرحلة الأولى من الثورة العربية التي انتظمت في خمس دول إلى ثلاث ساحات فهنا كحصاد يتعلق بالأمة وأدائها الكلي وهنا كحصاد يتعلق بالجماعات الإسلامية والعلماء وهنا كحصاد يتعلق بالنظام الدولي ومكوناته الأساسية وأدواته.

حصاد الأمة في المرحلة الأولى من الثورة:

1- المفاصلة النهائية مع النظم والإدراك الجمعي بأنه لا مجال للبحث عن هوامش إصلاح لهذه النظم سواء تلك التي سقطت أو التي في طريقها للسقوط.

2- الاستعداد العقائدي و النفسي بدفع الكلفة الكاملة للتغيير سواء في مجال الدفع بالشهداء أو خسارة الأموال والمعايش أو الهجرة وتحمل تبعاتها.

3- إدراك الأمة لطبيعة الصراع والاصطفاف العقائدي على المستوى العالمي والمستوى الإقليمي والتحرر النسبي من أسر القطرية وأن معاناة الأقطار في #العراق و #سوريا و #اليمن إنما هي بسبب هجمة المشاريع المناقضة.

4- نضج الموقف من موضوع مرجعية الحكم بالشريعة الإسلامية وأنه لابديل عنها.

5- بالرغم مما اصاب الأمة من بلاء لكن يمكن تلمس بقاء الأمل بغد مبارك في نفوس العامة وثقتهم بأن الله عز وجل سوف يبدل الحال ويعوض الأمة ما بذلته في سبيله عز وجل.

6- تطلع الأمة إلى الرؤية والقيادة التي تليق بعقيدتها وتاريخها ومستوى التحديات التي تحيط بها.

7- لا تزال الأمة تعاني من آثار طول بقائها تحت النظام الجبري الذي أورثها منظومة قيمية متخلفة ومانعة منال التقاء على كلمة سواء فالبعد العصبي وعدم الثقة والشك في امكانية تحقيق الأهداف الكبرى لا يزال يضرب بأطنابه.

حصاد الجماعات الإسلامية والعلماء في المرحلة الأولى من الثورة:

1- بلغت الجماعات الإسلامية حدا استنفدت فيه أغراض اجتهادها فهي تعاني من إرباك عام وعدم وضوح الاجتهاد الجديد الذي يتناسب والمرحلة.

2- بلوغ التضارب والتناقض بين اجتهادات عموم الجماعات الإسلامية مستوى بات يهدد المصلحة العليا للأمة وقد اتضح هذا الأمر من خلال التجربة العراقية واليمنية والسورية والتونسية وغيرها.

3- وقوع الجماعات الإسلامية في أزمة التفريق والفصل البنيوي والفكري بين أفراد كل جماعة من الملتزمين باجتهادها وطرائقها وعموم أفراد الأمة مما أوجد عزلة شعورية تمنع التحشيد والتجمع على أي فكرة أو مشروع.

4- بلغت العصبية في الجماعات الإسلامية حدا يمنعها من أن تكون إحداها أو بعمومها مؤهلة لجمع كلمة الأمة وسوقها الجماعي لتحقيق الأهداف الكبرى سواء في الأداء الجهادي أو السياسي .

5- عجز الجماعات الإسلامية عن توليد أي آلية فوق قطرية وفوق الجماعات نفسها تسمح بإدارة الصراع بما يتناسب ومرحلة العولمة ومستوى التحديات.

6- عجز الجماعات الإسلامية عن تقديم المشروع السياسي أو مشروع التمكين للمرحلة وسمات هذا المشروع فبين مصطلح الديموقراطية ومصطلح الخلافة الإسلامية تكمن منطقة فراغ هائلة بحاجة إلى سدها وبيان ما يشفي صدور الأمة نظرية وتطبيقا.

6- أصبح الاستقطاب الداخلي في الأمة والناتج عن اختلاف المشاريع المطروحة من قبل الجماعات الإسلامية هو الأداة الاستراتيجية المثلى لدى العدو لضرب حراك الأمة سواء في الساحة السياسية أو الساحة الجهادية وخاصة التنازع بين اجتهاد الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية.

8- انحياز بعض الإسلاميين للنظام الجبري أتاح قدرا كبيرا من الإرباك في ساحة الأمة نتيجة لاستخدام النظم السياسية للخطاب الديني في مواجهة الثورة والتغيير خصوصا ممن يدعي السلفية في جزيرة العرب وغيرها.

حصاد النظام الدولي في المرحلة الأولى من الثورة:

1- القلق الذي بات يساور النظام الدولي وانسحابه من المواجهة المباشرة مع الأمة خصوصا بعد تجربتي أمريكا في #أفغانستان و #العراق وتجربة #روسيا في #الشيشان والعمل على تغذية الصراع عن بعد دون التورط المباشر فيه.

2- اضطرار النظام الدولي لتشغيل آخر أدواته وأخطر أدواته في النظام العربي القمعي وهي أداة الجيش تدعمها المنظومة الأمنية مما يدل على استنفاذ كل الأدوات الأخرى السياسية والفكرية والقمع الأمني المبرمج.

3- العمل على تعويق الثورة العربية عبر كل المسارات والتعاون الدولي والإقليمي لتحقيق ذلك التعويق خصوصا بين #المشروع_الصفوي والمشروع الأمريكي بالرغم من محاولة إيران تجاوز سقف القوة الإقليمية الذي تريد أمريكا أن تحبسها فيه.

4- الحضورالروسي القوي في نظام التوزان الدولي عبر استخدام الأزمة السورية ودعم المشروع الصفوي فيها وعبر تنشيط بيع السلاح لكلا الطرفين المتقاتلين على الساحة السورية.

5- اتفاق القوى الدولية على إبقاء بعض الأزمات دون سقف زمني وتغذية الصراع فيها لامتصاص الثورة العربية وإبقاء الجميع مشدودين إلى المشهد وتداعياته خاصة الأزمة السورية.

6- لعب النظام الدولي على التناقضات في الساحة الإقليمية سواء على مستوى التناقضات الإسلامية ذاتها أو تناقاضات المشاريع كتناقض المشروع الصفوي و #المشروع_الإسلامي أوالتناقض الشعوبي كاستغلال ورقة #الأكراد في العراق وسوريا.

7- استثمار الأزمات ضمن نطاق الثورة العربية لتنشيط الحراك الاقتصادي الدولي والذي ينتهي لصالح الشركات الدولية العابرة للقارات سواء كانت تلك الشركات تتموضع في أوروبا أو في الصين فالأمر لديها سيان، وسواء كان الاستثمار أثناء اشتعال الأزمة أو بعد تبريدها وبدء برنامج ما بات يطلق عليه إعادة الإعمار.

8- استخدام النظام الدولي للجزء الخليجي من النظام العربي لتحريك الأزمات والسيطرة عليها عبر الاختراقات الأمنية التي ترعاها أجهزة تلك الدول أو عبر المال الخليجي الذي يتحكم في مخرجات الأزمات بتحكمه في مدخلاتها.

ثالثا: تحليل خارطة الصراع و اللاعبيِن الرئيسيين

يمكن وبوضوح الوقوف على اللاعبين الرئيسيين في إدارة الثورة المصرية فهم:
· الشعب المصري الثائر بمختلف شرائحه
· النخب التي انحازت للثورة (القيادة الحالية)
· الإنقلابيون وهم رأس حربة الدولة العميقة
·الأمريكان وأدواتهم من أوروبا إلى دول الخليج

وفيما يلي وصف مختصر لواقع كل فئة:

الشعب المصري الثائر بمختلف شرائحه

· أدى #الانقلاب العسكري وممارساته على جميع الصعد الأمنية والسياسية والقانونية والإعلامية إلى تمايز الصفوف وانحياز كتلة كبرى لا تقل عن 40-50% من الشعب المصري إلى المسار الثوري المصادم حتما لجماعة الانقلاب لكن ليس بالضرورة منحازا للنخبة القيادية في الثورة، كما يلاحظ أن تلك الكتلة في ازدياد خصما من الكتل الأخرى.

·كتلة شعبية رمادية الموقف تخاف على مصالحها ومن سوداوية الحال والمستقبل وغير راغبة بالتصادم أو تحمل التبعات الثورية تقدر بنسبة 40%

·الكتل والشرائح المرتبطة بالدولة العميقة والتي تقف وراء الانقلابيين بكل ثقلها وهم: قيادات الجيش المستفيدة وطبقة من التجار ورجال الأعمال وكتلة العلمانيين والأقباط وهم يشكلون نسبة 10-20%

· الذي يحكم الموقف الشعبي في إدارة الصراع الفعل وردة الفعل لكن من المؤكد أن اليأس من امكانية الإصلاح السياسي عبر النظام الإنقلابي في ازدياد مضطرد بين كل الشرائح.

· ومن أكبر النتائج الإيجابية التي صنعها الإنقلابيون دون أن يعلموا هو إحداث ما يمكن أن نطلق عليه صدمة الوعي الجماهيري بحقيقة الدولة العميقة وخطورتها وسعيها المحموم نحو إعادة عقارب الزمن للوراء عبر إلغاء كل هوامش الحرية والكرامة التي أتاحتها ثورة 25 يناير للشعب المصري.


النخب التي انحازت للثورة (القيادة الحالية)
·سجلت هذه النخب قفزة جيدة نسبيا بإعلان التحالف الوطني لدعم الشرعية كمظلة للحراك السياسي.

· يمكن تقسيم هذه النخب إلى الكتل التالية: كتلة الإخوان- كتلة الجماعة الإسلامية – ألوان طيف الكتلة السلفية – الكتلة الثورية الشبابية - المستقلون والوطنيون.

· الانقلاب أدى إلى زعزعة موقف هذه النخب وكشف قدرتها الحقيقية في إدارة الصراع وأظهر ضعفا كبيرا في توقع المستقبل وحراك الأعداء وبالتالي جاء الانقلاب دون أي إعداد لأدنى مستوى من العدة للتعامل معه، مع العلم بأن بوادره كانت قوية على الساحة.

· ظهر مدى ضعف الإخوان قبل الانقلاب في إدارتهم للصراع والعمل بأدواته ومدى ضعفهم في إدارة الاصطفاف الإسلامي مقابل الاصطفاف العلماني.

· لم يتمكن الإخوان من توظيف اللحظة الثورية في إحداث تغيير حقيقي وزعزعة في أركان النظام المصري واعتقدوا أن التهدئة تنفعهم في الإمساك بزمام الأمور ومن خلال استعمال الأداة السياسية وحدها.

· ظهر مدى إرباك ساحة الجماعات السلفية والاختراق الذي تمكن الإنقلابيون ودول الخليج أن يحدثوه في أوساطهم والذي تجلى بانحياز حزب النور للإنقلابيين وكذلك تذبذب أداء الرموز المشيخية والعلمية.

· وبعد مضي أربعة أشهر على الانقلاب فقد ثبت محدودية التحالف الوطني لدعم الشرعية وقدرته على إدارة الصراع فضلا عن قيادته حيث يفتقر التحالف للرؤية الاستراتيجية والأداء المؤسسي والقدرة على إقناع النخب والتجمعات الثورية على الاصطفاف خلفه.

الإنقلابيون وهم رأس الحربة للدولة العميقة

· تمكنت رموز وقيادات الدولة العميقة وبمساعدة الأعداء من الخارج أن تمتص المرحلة الأولى من الثورة وأن تحضر للانقلاب باستخدام كافة الأدوات الإعلامية والسياسية والأمنية.

· تتمثل مكونات هذه الكتلة في عدة شرائح من أهمها قيادات الجيش والأمن المستظلة بالأجهزة الأمنية الأساسية كالمخابرات الحربية وجهاز مباحث أمن الدولة والمخابرات العامة وهي الشريحة الأولى المستفيدة من الوضع السياسي والاقتصادي وأهم ما يميزها هو ارتباطها بالاستراتيجية الأمريكية وأدواتها الأمنية والسياسية وتسند هذه الشريحة رجال البيروقراطية التقليدية في الأجهزة الحكومية ثم تأتي شريحة كبار رجال الأعمال والذين أثروا وتحكموا في اقتصاد مصر ودعموا مرحلة حسني مبارك ويليها شريحة العلمانيين من كافة التيارات الفكرية القديمة منها والمستجدة.

·وقد عملت شريحة الإنقلابيين بشكل وثيق منذ اللحظة الأولى للثورة مع الداعمين الخارجيين والذين أقلقتهم الثورة المصرية أيما إقلاق وهم:

-الحكومة الأمريكية بكل أدواتها السياسية والأمنية.
- حكومة إسرائيل.
- حكومات الخليج وعلى رأسهم #السعودية و #الإمارات و #الكويت.
- الاتحاد الأوروبي بأدواته المختلفة.

· اعتمدت الخطة المشتركة التي وضعتها كل تلك الشرائح في الداخل والخارج على توجيه ضربة قاضية ونهائية للثورة المصرية وإنهاء المسار الثوري وآثاره السياسية والقانونية وذلك بعد مرحلة الامتصاص والاستيعاب الأولى للموجة الثورية الأساسية.

· تفاجأت شرائح الانقلاب بثبات وتماسك الجبهة الإسلامية الثورية أمام موجة الاكتساح الانقلابي وبلورة موقفا سريعا وشاملا في رؤية الانقلاب والتعامل معه مما حرم الانقلابيين من الدخول للمرحلة الثانية وهي مرحلة شرعنة الانقلاب بيسر وبسهولة.
· تفاقمت أزمة الانقلابيين باستخدامهم للعنف ووحشية الأداء الأمني تجاه الشارع المصري الثائر وجعل أداءهم في ساحات الاعتصامات علامة فارقة ومجددة للثورة المصرية.

· أظهر الدعم المالي المكشوف للانقلابيين من قبل حكومات الخليج مدى خواء وضعف المنقلبين وربط مصيرهم بالخارج وبالداعمين خصوصا بعد وضوح بعقرة الدعم وسرقته من قبل رؤوس الانقلابيين.

· أدى قفز الانقلابيين على الاستحقاقات الدستورية والقانونية للثورة المصرية إلى ممارسات فجة وفشلهم في محاولة ضبط الشعب المصري بكل مكوناته عبر الآلة الأمنية وإن وصف ذلك بكل المصطلحات القانونية من الدستور إلى المحاكم وغيرها.


رابعا: الاستراتيجية الأمريكية في إدارة الصراع

وتأتي هذه المفردة في محاولتنا لرسم مرتكزات الرؤية الاستراتيجية للثورة المصرية كأحد أهم معالم البحث ذلك أن عدم فهمنا واستيعابنا للاستراتيجية الأمريكية التي تقود محاولة تقويض الثورة العربية على المستوى العالمي سيؤدي حتما إلى نقص وضعف في الاستراتيجية المضادة التي ينبغي أن يقف عليها قادة الأمة ورجالها في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع العالمي وتداعي الأم على أمة الإسلام وقلبها النابض في مصر.

وبالرجوع إلى تاريخ الأداء الأمريكي في مصر والعالم العربي والإسلامي يمكننا أن نلحظ وبقوة أن مصر قد احتلت مركز الاهتمام الأمريكي في محاولة تثبيت الهيمنة الصليبية على قلب الأمة وأنها حظيت بتطوير نماذج في السيطرة السياسية والأمنية والاقتصادية غير مسبوقة ولعل أخطر ما يمكن الوقوف عليه في الاستراتيجية الأمريكية للسيطرة على مصر يتمثل في تطوير نموذج الهيمنة عبر السيطرة الواسعة على الجيش المصري وربطه وربط قياداته المتعاقبة بالمسارات الثلاثة الأساسية وهي:

المسار الأمني: وابقاء خيوط الاتصال والسيطرة والاختراق الأمني الشامل وجعل الجيش المصري مسؤولا عن تطبيق اتفاقية كامب ديفيد وملاحقها السرية سواء كانت على مستوى تقويض الأمن المصري القومي أو حراسة إسرائيل عبر التطويق الكامل لسيناء وعبر محاصرة الفلسطينيين.

المسار الاقتصادي: حيث عملت أمريكا على ربط قيادات الجيش العليا والمتوسطة بمجمل مفاصل العملية الاقتصادية في مصر سواء في العمليات الزراعية والانتاجية أو الخدمات وذلك بشبكة من الشركات العالمية وتوائمها من الشركات المحلية بحيث لا تدور العمليات الاقتصادية في مصر إلا عبر وفق المصالح التي يرعاها الجيش المصري، كما حرصت أمريكا على ربط الجيش المصري وتسليحه وتدريبه بمعونة سنوية تجعل منه فرعا للعمليات الأمريكية على المستوى العالمي.

المسار السياسي: حيث بقي جنرالات الجيش والداخلية المصريين هم المتصدرين للمشهد السياسي الذي امتد من اليوزباشي عبدالناصر إلى الجنرال السيسي ولم يتمكن المصريون طوال ستين سنة أن يتنفسوا السياسة أو يمارسوها وأن تكون السجون ملأى بالمعارضين والناشطين السياسيين طوال تلك العهود.

كما يمكن الوقوف على الاستراتيجية الأمريكية التي تطور جزء منها بناء على الثورة المصرية في النقاط التالية:

1-عدم السماح للمصريين باستثمار الثورة المصرية لتحقيق أدنى مستوى من الاستقلال الحقيقي عن القرار الأمريكي.
2- عدم السماح للمصريين بتحويل الأمل بتطبيق الشريعة كمرجعية شاملة للأمة إلى واقع دستوري وقانوني معاش.
3-عدم السماح للمصريين بتأسيس وإدارة نموذج عربي ناجح يعبر عن الإرادة السياسية للأمة.

4-عدم السماح للمصريين ببناء نموذج لدولة قوية متكاملة الأركان في المنطقة منعا لنهضة العرب ومنعا لأي خطر يمكن أن يتشكل على الوجود الإسرائلي في المنطقة.

5-عدم السماح للمصريين بأن يخرجوا من دائرة سيطرة الجيش والمؤسسات الأمنية المصرية.

6-عدم السماح للمصريين ببناء انموذج اقتصادي قوي في المنطقة وضرورة إبقاء مصر تحت الهيمنة الاقتصادية الخارجية وذلك من خلال نظام الهيمنة الثنائية التي تمثلها الشركات العالمية الكبرى وما يقابلها من شركات مصرية محتكرة للشأن الاقتصادي المصري والتي تعبر عن مصالح القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية المتحكمة في النظام المصري.

7-امكانية لجوء أمريكا لسياسة اعتبار مصر دولة فاشلة وبالتالي إدارتها عبر نظرية الفوضى الخلاقة وإدارة الأزمات عبر النظام الدولي والإقليمي إلى أن ترجع إلى سابق عهدها في الخضوع والتبعية للنظام الدولي.

خامسا: مرتكزات الرؤية الاستراتيجية لقيادة الصراع في مصر

وتأتي صياغة هذه المرتكزات ضمن المعايير التالية:

المعيار الأول: معيار الأمة عقيدة ومصالح عليا.
المعيار الثاني: معيار ناتج التجارب الإسلامية بكل ألوانها.
المعيار الثالث: معيار الصراع الدولي والتدافع الأممي.
المعيار الرابع: معيار وزن مصر وثقلها التاريخي والسياسي.

ويمكن الوقوف على مرتكزات الرؤية الاستراتيجية لقيادة الصراع في مصر كما يلي:

المرتكز الأول: الأزمة المصرية هي إحدى أخطر أزمات الأمة والعالم
فإنما هي وجه من وجوه أزمات الأمة على المستوى العالمي عربا وعجما وعليه فلا يصلح النظر والمعالجة لأزمة بهذا الحجم وفق المعطيات المصرية وحدها وإنما ينبغي استحضار كافة مكونات وجود الأمة المسلمة وتاريخها الحديث في محاولاتها للانعتاق من هيمنة الأمم فقد تبين أن القرون الأخيرة قد تحقق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ : ومنقلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ،ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءُ السَّيلِ،ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِعدوِّكم المهابةَ منكم،وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يارسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ؟قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ.رواه أبوداود

بل إن العوامل الخارجية المؤثرة في الأزمة المصرية لهي أشد أثرا وأخطر أثرا من العوامل الداخلية سواء كانت في بعدها السياسي والأمني والعسكري أو الاقتصادي والقانوني.

مما يقتضي التركيز على الإدارة العالمية للأزمة من جانب قيادات الثورة المصرية واستصحاب كافة الأدوات العالمية من طاقات بشرية وجماعات وإعلام.

المرتكز الثاني: المشروع الإسلامي هو سقف الأزمة المصرية ومظلتها
فلا يمكن للمصريين أن يواجهوا المشاريع المناقضة للأمة وهي :
المشروع الأمريكي – المشروع الصهيوني – المشروع الإيراني – المشروع الأوروبي – المشروع الروسي..وغيرها
إلا من خلال مشروع يكافئ تلك المشاريع ويستهدي به قادة الثورة المصرية كما يستهدي به قادة الثورة السورية.

ويندرج ضمن المشروع الإسلامي توظيف تجارب العمل الإسلامي بكل أطيافه والوقوف على الدروس الكبرى في الساحات الساخنة والأزمات الكبرى التي مرت بها الأمة في العقود الثلاثة الماضية خاصة أزمة العراق وتمدد المشروع الإيراني على حساب الأمة كما يستحضر التقلبات الدولية في النظام العالمي وصراع الأمم.

المرتكز الثالث: تقديم المشروع السياسي الناجز للشعب المصري
الذي يعتمد على إحياء نظام الخلافة الراشدة ولو بمستواه الأول في الحكم الراشد وإحياء سنن الإمامة وحفظ مصالح الأمة العليا والذي يكفل الحقوق الأساسية للأمة ويحدد حقوقها وطرق مشاركتها في صنع واقعها السياسي، بحيث يترسخ هذا المشروع وتحدد معالمه بمشاركات علمية متخصصة ومشاركات طيفية لكل مكونات الشعب المصري ثم خدمته إعلاميا وإبقائه حاضرا في المشهد المصري.

المرتكز الرابع: استحضار كافة أدوات الصراع ومراحله في ظل الثورة العربية
تأسيسا على قواعد الكتاب والسنة في وصف طبيعة الأعداء في الداخل والخارج وبناء على التجارب والأزمات التي مرت بها الأمة واستعداد الأعداء للذهاب إلى نهاية الشوط لمنع الأمة من استعادة سيادتها واستقلالها، مع ضرورة عدم التعجل بالدخول في مراحل الصراع وعدم التأخر عنها خاصة عندما يقوم الأعداء بفرض تلك المراحل وتتجاوب الأمة مع معطياتها بشكل تدريجي وطبيعي كما ينبغي الحذر من الوقوع في دائرة الاستقطاب بين مشاريع الجماعات الإسلامية واجتهاداتها المختلفة والتي تنعكس غالبا في حالة الاستقطاب بين السياسة والجهاد كما حصل في الأزمات القريبة والبعيدة.

ومما يقتضيه هذا المرتكز أن يهيء قادة الثورة المصرية أنفسهم لمراحل من الصراع ستطول وقد تمتد لعقود ذلك أنها تمهد لنهضة واسعة شاملة تنعتق فيها الأمة من جلاديها ومن وصاية النظام الدولي مما يرشح الصراع لأمد طويل.

المرتكز الخامس: عدم الاستحواذ وعدم الوصاية على الشعب المصري
ويقتضي هذا المرتكز أن ينزل الجميع عند الحقيقة الواضحة الماثلة وهي عدم قدرة جماعة واحدة على استيعاب شعب فضلا عن أمة ضمن اجتهادها أو ضمن أطرها التنظيمية، فالنهضة إنما تتم بجميع مكونات الشعب المصري وأن لا يستخدم أسلوب فرض الإرادات خصوصا في الساحة السياسية وأن لا يقع البعض في أي عمل يشعر الشعب المصري أن هناك استحواذا على ثورته أو فرضا لاستحقاقات تاريخية معينة لصالح جماعة بعينها وترك الشعب يقدم من يراه جديرا بالتقديم، كما يقتضي هذا المرتكز فسح المجال لولادة قيادات المرحلة من الشباب فالأمة بأمس الحاجة لأمثالهم أولئك المستفيدين من الدروس الكبرى والمتحررين من ضغوط المراحل السابقة وظروفها الضاغطة، والمهيأين للابتكار والإبداع بما يتناسب وطبيعة الصراع ومراحله.

المرتكز السادس: الرقابة والانتباه الشديد للعدو الأخطر الذي تنتهي عنده خيوط المؤامرات المحلية والإقليمية وهي أمريكا
فإن أمريكا هي الراعية لكل الأعداء الصغار في المنطقة وسوف تعمل على توظيف كافة قدراتها لاختراق صفوف قادة الثورة المصرية والتلويح لهم بالمبادرات والعلاقات المباشرة وسوف تعمد إلى منطقة تبدو في ظاهرها أنها منطقة وسط بينما هي في الحقيقة منطقة إسقاط واستحواذ كامل كما فعلت بالفلسطينيين باتفاقية أوسلو ونظام السلطة الفلسطينية وكما فعلت بالعراق وكما فعلت باستخدام موضوع السلاح الكيماوي في سوريا لتحقيق أهدافها الكبرى على حساب الدماء السورية.

فأمريكا تحكمها مصالحها العقائدية في إدارة الأزمة المصرية ومن أهم تلك المصالح هو أمن إسرائيل وعدم السماح بأي مستوى من الاستقلال للقرار المصري ثم تأتي مصالحها الاقتصادية في المستوى الثاني.

المرتكز السابع: التنبه إلى بنيوية النظام السياسي العربي ودوره الوظيفي
ويقتضي هذا المرتكز أن يأخذ قادة الثورة المصرية حذرهم الكافي عند التعامل مع مفردات النظام السياسي العربي فهو متصل بنيويا وتستخدمه أمريكا استخدام العصا والجزرة لإدارة المنطقة والأزمة العراقية والأزمة السورية أكبر دليل على هذا الاستخدام وسوف تستمر أمريكا في استخدامه لإدارة الثورة المصرية وحرفها عن طريقها الذي يريده لها الشعب المصري، فإن ما لا تتمكن أمريكا من تحقيقه بأصحاب العيون الزرق حاملين الدولار فإنها تحققه بمن يحملون العقال والدرهم العربي.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل،،،

المفكر والباحث الإسلامي الدكتور حسن الدقي
http://www.muslm.org/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mohammedalmorsi.forumegypt.net
 
المفكر والباحث الإسلامي الدكتور حسن الدقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حسن الدقي... ما اشبه الليلة بالبارحة
» زلزال الثورة العربية والمشروع الإسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
mohammedalmorsi :: أخبار فلسطينية-
انتقل الى: