لقرآن الكريم كتاب الله المتين ورسالة رب العالمين ودستور المسلمين، آياته نور هداية ومنهج حياة، من جحد بعضه كفر ومن صدقه نجح وظفر، أحكامه سعادة في الدنيا وبشرى للآخرة، ما احتفى به المسلمون إلا نالوا الشفوف والمجد وما أهملوه إلا ذلوا وجهلوا. قال تعالى: }إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً{([1]).
وقد يسره الله تعالى للتعلم والحفظ، فقال: }ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر{([2]) ولم يأل المسلمون جهداً في خدمته في كل العصور، فأبدعوا الوسائل والمناهج وألفوا الكتب وحرروا الموسوعات. وفي عصرنا الحديث بزغ فجر معرفي جديد بظهور التقنيات الحديثة للمعلومات ودخولها كافة مناحي الحياة، خاصة مجالات العلم والمعرفة، كما شهد مجال التربية والتعليم ثورة معرفية ومنهجية وتقنية جديدة بسبب هذه التطورات، فبرزت طرق مختلفة في تداول المعلومات ونقلها وتعليمها، وحدثت ثورة في وسائل التعليم من أبرزها التعليم عن بعد.
وليس التعليم عن بعد نشر المقررات على الشبكة العالمية.. أو توفير الكتب المصورة أو المرقونة ولكنه عمل منظم مؤسس على وضع التصورات وتحديد الأهداف.. ثم الاستعانة بالبرمجيات المتوفرة لتصميم الدروس على أساسين اثنين:
- تربوي غرضه ضمان التحصيل والتكوين السليم الصحيح المبني على مراعاة المتعلم ومستواه وقدراته في الفهم والحفظ والتحليل.
- وتقني يتوخى الاستعانة بالبرمجيات المناسبة في وضع المقررات وتنظيم الاختبارات واختيار وسائل الإيضاح وتوفير التفاعل والاتصال بين المدرس والطالب وفتح مجال التعاون فيما بين الطلبة، في الوقت الذي يستطيعون فيه الوصول إلى مئات قواعد البيانات والنصوص والموسوعات.. ([